{وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (11)}أصله {وَلَوْ يُعَجّلُ الله لِلنَّاسِ الشر} تعجيله لهم الخير، فوضع {استعجالهم بالخير} موضع تعجيله لهم الخير إشعاراً بسرعة إجابته لهم وإسعافه بطلبتهم، حتى كأنّ استعجالهم بالخير تعجيل لهم، والمراد أهل مكة. وقولهم: فأمطر علينا حجارة من السماء، يعني: ولو عجلنا لهم الشرّ الذي دعوا به كما نعجل لهم الخير ونجيبهم إليه {لَقُضِىَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ} لأميتوا وأهلكوا. وقرئ: {لقضى إليهم أجلهم} على البناء للفاعل، وهو الله عزّ وجلّ، وتنصره قراءة عبد الله: {لقضينا إليهم أجلهم} فإن قلت: فكيف اتصل به قوله: {فَنَذَرُ الذين لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا} وما معناه؟ قلت: قوله: {وَلَوْ يُعَجّلُ الله} متضمن معنى نفي التعجيل، كأنه قيل: ولا نعجل لهم الشرّ، ولا نقضي إليهم أجلهم فنذرهم {فِي طغيانهم} أي فنمهلهم ونفيض عليهم النعمة مع طغيانهم، إلزاماً للحجّة عليهم.